احتجاج مشاعر

قد يركلنا القدر من جزيرة الحلم الى جزيرة الواقع ,لنجبر هناك على ارتداء ثوب القناعة, والتزين بمساحيق الاضطرار , واحتساء كأس قلة الحيلة بشهية مزيفة , والرقص على بقايا تلك الاماني ..بقلبا ً يمارس البكاء السري لكن بصوت مرتفع..!وقد يتسرب مناّ العمر وتختفي بصمات سويعاته وتمحى ذاكره ايامه ويتسابق الحلم واليأس للوصول الى باحة طفولتنا القريبة البعيدة في آن واحد ..لنكتشف ان تلك الباحة قد ضاقت على الامل واتسعت لليأس بشكل غريب ..ربما لأن حجم الامل هو كبير جدا ولهذا لم تستوعبه … تلك الباحة …!وقد تنكس اعلام الفرح في ارواحنا , وتنهدم امام اعيننا مدن الاحلام والصفاء, وتنزرع بذرة الخذلان في اراضينا , وتتمزق ستائر الحب وتحترق زهور الرقة في دواخلنا , وتنمو الاشجارالدائمة الخضرة و التي تطرح اقنعة النفاق والمجاملات على اختلاف المواسم, ونتحول مع الزمن الى ممثلين مملين لايؤدون الا ادوار البؤس بوجه مبتسم بمرارة …!وقد نمضي الى دروب الحياة ونحن ممتلئين بالذل والانكسار والخوف , ونشنق على عتبات الانتظار بكل لحظة , ونطفئ شموع الغد بلا وعي , ونحرق اوراق المستقبل,ونبكي بحرقة على اطلال الحنين , ونغرس سيف التشاؤم في خاصرة الامل , ثم نكتشف بأخر ايام العمرّ كم نحن اغبياء لأننا اخترنا المرور بأزقة الحزن دون سواها من الازقة ,, وهنا الماسأة!وقد نستسلم للفشل , ونفتح ذراعينا لأحتضان الوجع , ونحمل جبال الجمر على ظهورنا ,ونترك بعدنا فراغ لايعادله شيء, ثم ننهض من جديد لتعليق حكاياتنا على حائط الماضي, ونضع ختم النسيان على هذا الحائط .. ونغيب من جديد ايضا..! وقد تصفعنا التجربة , ويروضنا المستحيل , ويوشم النصيب اعماقنا بوشم الصبر وتؤلمنا الايام , لكن مع هذا نكتسب درس الحياة , فنغدوا اشد صلابة , واكثر ايماناً وفهماً ..!وقدلانتجرأ للوصول الى محطات الفراق خوفاً على قلوبنا , فللفراق حزنًا يؤرقها جدا , ويسلب منها شهية الحنين , ويغتال فيها طفولة الحلم, ويفتح شبابيك الواقع ليطرد عطر الجمال منها , ويتركها غارقة في محيطات الألم , تستغيث بطوق الذكريات و تبكي بلا انتهاء..! وقد نبقى متأرجحين مابين أرض عقولنا و سماء عاطفتنا , وبين مانتمنى , وبين مامجبرين عليه, فنبدو كالذي ينام على سرير الواقع ويضع رأسه على وسادة محشوة بريش التمني ,,,, ويغفوا بقلق!وقد نتمنى احيانا ان نتجرد من نضوجنا ,ونرمي الهموم خلف ظهورنا , ونركض بطفولة لنبني قصر الرمال , ونغني ببراءة وبفرح ,, دون ان يشغل تفكيرنا ان هذا القصر ,, انهاربنفخة هواء فقط..!وقد تلوث الايام ارواحنا قبل ايدينا , وتدنس الحاجة مساحات الصفاء فينا ,وتحاول المصلحة ان تمتص ماتبقى من الانسانية , ثم تبصقنا على قارعة الموت المفاجئ,, على غفلة مناّ !وقد نستقبل الألم والفرح بصمت ,ونبث احزاننا على الورق او ننزفها على مسامع البحر ,ونحتوي لحظات الضعف والقوة كالطفل , ونخشع في محراب المشاعر المتناقضة, ونوهم انفسنا بالاعتياد عليها , بعد ان يئسنا من وجود قلباً يستطيع تقبل هذا كله …!ربما ان ضجيج الحياة , وواقعيةالعقل , وقساوة الظروف , ولعبة الحظ , وانكسار الامل , وبروز المستحيلات , .. هي السبب في هيجان كل هذه المشاعر التي تختلط بنا كبشر .. لامحالة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق