من بره شباب و من داخل خراب

من بره شباب و من داخل خراب
في البدء اسجل خالص شكري و امتناني للاخوين العزيزين الوحيدين الذين تكرما بالسوأل و الاستفسار عني و سبب طول غيابي ... و هما الاخ الفاضل كويتي لايعه كبده و الاخ الفاضل متفرغ.
و اشكر كل من ظل متواصلاً مع المدونه خلال فترة الانقطاع سواءاً بالمرور او بقراءة التدوينات القديمه .... لا حرمنا المولى من تواصلكم.
اما عن اسباب الانقطاع، فلا يخفى عليكم موضوع "حمى المواضيع السياسيه" التي عصفت رياحها بالكثير من المدونات الشقيقه و الصديقه و مدونات ما وراء البحار منذ اكثر من شهر.
و كما وضحت مراراً على هذه المدونه، لم أُجبل على كراهية أمر مذ ان وعيت على هذه الدنيا ككرهي للخوض في المناقشات السياسيه و متابعة التنظير و السفسطه حول الاحداث السياسيه.
لذا ... ارتئيت ان اتوقف عن التدوين، اولاً لقلة الطلب على التدوينات الغير سياسيه، و ثانياً لأنئى بنفسي عن متابعة اي موضوع يحمل صبغه سياسيه او يتناول المواضيع السياسيه، و بالتالي أريح راسي.
ناهيكم عن حالة الملل و الاحباط العامه التي اشعر بها هذه الفتره ... نسأل الله ان يعافينا و يعافيكم، و يلهمنا و اياكم الامل و التفاؤل ... هو ولي ذلك و القادر عليه.
عموماً ،،
اسجل عودتي لكم ببعض المقتطفات من هنا و هناك، ما فتئت و هي تتردد على خاطري هذه الايام. و ابدئها بـ :
انا راقي بأخلاقي:
عباره اخذت حظها الوافر من الطنازه و التنكيت و التمسخر.
و لم ينظر احد ما الى جوهر هذه الدعوه .... أي الرقي بالاخلاق.
خلوا ربع الحمله على جنب ، و لا احنا مجبورين على التصفيق و التلميع في شخص ما دون قناعه.
لكن ألا تعتقدون ان دور التربية فعلاً معدوم؟
اذا كان البيت ما يربي .... و المدرسه تخرب (إلا ما رحم ربي) ،، و المسجد ما يدل الشاب طريجه، فمن سيذكر الجيل الحالي بالقيّم و المُثل و الاخلاقيات؟
تحلطمنا و تنطنزنا على الحمله ... لكن صحيح اننا ظلمنا فكرتها.
لست في معرض الدعاية لركاز، و لست اوافقهم في بعض منهجياتهم في العمل، بل لا استسيغ بعض رموز عملهم.
لكن اعترف انهم كشفوا حلقه منقوصه في التربية الاخلاقيه .. في زمن ترك فيه الوالدان مسؤولية التربية إما للخدم، او لوسائل الاعلام .... او للشوارع!
و يكفي ان ترى مستوى قيادة المراهقين لمركباتهم حتى تحكم على ذلك.
تحياتنا الى ركاز ... و استمروا في رسالتكم و تجاوزوا اخطائكم السابقه.
فكم نحن بحاجه لمن يحقن هذا الجيل بحقن اخلاقيه و تربوية ( و لو كانت بفلوس)!
من بره شباب و من داخل خراب:
كنا في جلسه برية جمعت شباب متزوجين مع شباب عزوبية تأرجحت اعمارهم بين الخامسه و العشرين و الثلاثين.
فسالفه تتل سالفه ... و طرفه تسحب طرفه اخرى .. لين وجه احد المتزوجين سوأله لهؤلاء العزوبيه (المشدقين و المتشدقين في نفس الوقت) : متى تدشون القفص؟
اغلب الردود كشفت عن نظره مادية لدى بعض الشباب لمسألة الزواج.
و هي : نسبة البنات زايده، و الواحد شوراه ... يقضي وقته و يدوّر على كيفه!
فتدخلت هنا و سألت الربع العزابية: يدوّر على كيفه شنو؟
قالوا: حسنة المظهر.
قلت لهم: و هل السالفه شروة سياره ولا ميثاق غليظ؟ و هل الزواج هو مسأله مادية؟ ام مسأله روحيه و نفسيه و حياتيه؟
بعض العزوبية تذرع (متفاخراً) بموضوع انه كلما زاد سن الرجل، زادت فرصه في الحصول على فتاة متخرجه و تشتغل و حاجه و سيارتها على راتبها و ما وراها مسؤوليه!
ففغرت فاهي .. (حلوه هذي) .. تعجباً من هذا المنطق ...!
و تذكرت بعض الزملاء في الكليه، ممن تزوجوا في السنتين الثالثه و الرابعه .. و كافحوا من خلال الدراسه و الدوام المسائي من اجل استيفاء المدخول المطلوب و التخرج بأسرع وقت حتى يتفرغوا لمسؤولياتهم العائليه.
قارنت بين الوضع ايامنا و الوضع حالياً ....
هل هي مادية في النظره الى المرأه؟ هل هو تخاذل عن المسؤوليه؟ هل هو استغلال لندرة الطلب و كثرة العرض؟ ام هو برود عاطفي و عضوي سببه الشبع البصري من سائل الاعلام ... و الشبع العاطفي من رضاعة التلفونات عند بعض الشباب؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق